ما أهمية الحرية

ما أهمية الحريةالحُريَّة الحُريَّة ليست مُجرد كلمةٍ عابرةٍ نقولُها، الحُريَّة هي هواءٌ نستنشقه، الحُريَّة هي الروحُ التي تعيشُ بنا والتي نعيش بها. لا يكفي أن تنطق كلمة الحُريَّة لتكون حُراً، فللحُريَّة معانٍ تتعدّى الوصف وتتعدّى الكلام. الحُريَّة هيَّ ما يَدفَعُ بالإنسان إلى الإبداع وإلى الإنتاج ممّا يدفع بالدول إلى التقدّم والنمو. الحُريَّة هي حقٌ أساسيّ من حقوق الإنسان يُولد مَعَه ويَكبُرُ معه، ولا يحقّ لأيَّ أحد أن يَسلُبَهُ إيّاه ما دام لم يتعدّ على حقوق غيره، فكما يُقال تنتهي حُريَّتك عندما تبدأ حُريَّة الآخرين. أهميَّه الحُريَّة الحُريَّة من أحد أُسس الحياة التي بدونها لا يَكون للحياة أيَّةُ معنى، فعلى مُستوى بسيط قد تَشعُرَ بالضيق إذا قام أحدهم على إجبارك بأن تُشاهد أو تَسمع برنامجاً لا تُحبّه، فما بالُكَ إذا قام شخصٌ ما بسجنك وتقييدك أو بسلب حُريَّتك في الاختيار فيما يتعلّق بأمرٍ مَصيريّ يُحدد حَياتك. الإنسان الّذي لا يمتلك حَقَّ حريّة الاختيار لا تَكون لديه القُدرة على الإبداع أو على الابتكار وبالتّالي لا تَكون لديه القدرة على الإنتاج أو حتذى على تقديم ما هو جديد، واختراع ما هو مُفيد ومُيسّر لحياة الإنسان. الإنسان الذي لا يَمتلك حق التعبير عن رأيه هو إنسان أبكم لا يستطيع الكلام، فهو يرى الفساد ولا يَستطيع ردعه، ويرى الانتهاكات اليوميَّة لحقوقه ولا يَستطيع إيقافها، ويرى نفسَهُ محكوماً بقواعد وقوانين جائرة لا يَستطيع الإفلات منها. وهذا كُلهُ بدوره سيجعل الإنسان كالآلةِ بلا روح، يَعمل بمللٍ وبخوفٍ من المُستقبل، ويركضُ فقط ليؤمّن قوت يومهِ، ويجعل من الدولة مكاناً مظلماً لا حياة فيها ولا تقدّم ولا إصلاح ولا تنمية. والإنسان الّذي لا يمتلك حقّ التنقّل وحريّة الحركة هو بالضبط كمن وُضع في قفصٍ مُظلم فيه نافذةٌ صغيرة تجعله يرى مقداراً ضئيلاً من النورِ والضوء ومساحةً مَحدودةً من سماءٍ حُرمَ من التحليق فيها، فتخلُقُ فيه كائناً محبطاً مقتول النفس عالقاً ما بين أرضٍ مُنع من أن يطأها وسماءٍ لن يلمسها. آداب الحريّة لا شِكّ في أنَّ للحُريَّة مهما كان شَكلُها ونوعها أهميّة كبيرة في حياةِ الإنسان وفقدانُهُ لها سيقتلُ فيه روح الإبداع ويدمّر عندهُ حُبَّهُ للحياة وبَهجَتَهُ فيها إلّا أنَّ للحريّة آداب وأخلاق لا بُدَّ من الإنسان أن يتحلَّى بها ويَحترمها، فعلى سبيل المِثال نحنُ نجد أنَّ البعض قد يَعمد إلى رَفع صوت الأغاني باسم الحُريَّة الشخصيَّة مُهملاً الآخرين وحُريَّتهم، وتَجد أنَّ بَعض الأشخاص في بعض الاعتصامات والمُظاهرات يلجؤون إلى تحطيم وتدمير الممتلكات العامّة وكذلك الممتلكات الخاصّة وغيرها من الممارسات الّتي تتعدّى على حقوق الناس باسم ممارسة حُريَّة التعبير ممّا يؤدّي إلى تشويه صورة القضيَّة الّتي يُدافعون عنها. فرجاءً أيُّها القارئ الكريم لا تنس حقوق الآخرين حين تبحث عن حقوق                                                                     خلق الله تعالى مخلوقاته لغايةٍ واضحة وظاهرة، وخلق الإنسان ليكون خليفةً في هذه الأرض يقوم بإعمارها والعناية بها وبكافّة المخلوقات الأخرى، وحتّى يقوم الإنسان بهذه المهمّة فهو بحاجةٍ ماسّةٍ إلى أن يكون حرّاً حريّةً مطلقة؛ فالحرية هي أهم شيء في هذا الوجود، إلّا أنّ هذه الحريّة تتوقف عندما تستحيل إلى اعتداءٍ سافرٍ على الناس الآخرين، وعلى حيواتهم، وعلى ممتلكاتهم، وعلى أعراضهم أيضاً. لم تكن الحريّة يوماً ما ترفاً؛ فالإنسان خُلق وأعطي الحريّة كأداة أساسيّة وحاضنة لباقي الأدوات الأخرى؛ حيث يستطيع بها الوصول إلى غاياته الّتي يطمح إليها. الحرية والإبداع لا يمكن للإبداع أن يتواجد في حياة الإنسان دون وجود الحريّة؛ فالإبداع لم ولن يتواجد دون هذه القيمة الحياتيّة العالية، لهذا السبب نجد أنّ الفنانين – على سبيل المثال - في بعض مناطق العالم، وبسبب وجود قيود معيّنة عليهم، فإنّ إنتاجهم الفني يتميّز بانحصاره ببعض المواضيع المعيّنة، هذا عدا عن قلّته الشديدة مقارنةً بتلك المناطق في العالم التي تمتاز بوجود حريّةٍ في التعبير لديها كبيرة جداً. من هنا يمكن لنا أن نلحظ أنّ العلاقة بين الحريّة والإبداع هي علاقة طردية. الحرية أساسية وليست ثانوية للأسف الشديد، عندما تذكر كلمة الحريّة في مجتمعاتنا العربية، فإنّ أول ما يتبادر إلى ذهن الإنسان الّذي يعيش في هذه المجتمعات هي الأمور المخلّة بالآداب العامة فقط، ويتجاهلون أنّ الحرية تعني القدرة على التعبير دون قيود، والقدرة على التفكير دون عوائق، والقدرة على الإبداع دون مخاوف، والقدرة على العيش بأفضل طريقة ممكنة. كلّ هذه الأمور تتلاشى مباشرةً أمام كلمات مثل (عيب، حرام،... إلخ) كلّ هذه الكلمات تتناقض على طول الخط مع مبدأ الحريّة الواسع الّذي يؤمن وعلى الدوام بالتطوّر والتقدّم لدى كافة الأفراد الّذين يعيشون في مثل هذه البيئة. الحريّة والأفكار من أهمّ ما توفّره الحرية لكافة الناس سلاسة تناقل الأفكار؛ فالأفكار تنتقل بأفضل طريقة عندما تتوافر الحريّة، وتناقل الأفكار يعني وبكلّ بساطة تناقل الخبرات، والمعارف، والمعلومات، وكافّة أنواع العلوم المختلفة، من هنا تكمن أهميّة الحرية في أنّها هي الوحيدة القادرة على إحداث ثورات كبيرة جداً في المنطقة التي تتواجد فيها؛ فالتطوّر والرقيّ لا يتوفّران لشعب ما إلّا إن امتلك الشعب حريّته، وامتلاكه لحريته لا يكون إلّا عن طريق إدراك أنّه هو أساس نشوء الدولة، 
 أهمية الحرية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

أهمية الحفاظ على البيئة

ما أهمية الرياضيات في علم الفيزياء

تعريف تلوث التربة